محمد رمّال يقدّم النصائح للمنشدين الصاعدين
الكلام كثير، ومجال الإنشاد الديني واسع… بداية يمكننا تعريفه بالفن الراقي الذي ينتمي لمجموعة الفنون الملتزمة، والتي أخذت مساحة كبيرة وشاسعة في قلوب المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات السماوية التي تواكب هذه الفنون الوجدانية والروحانية الخلاّقة. وعليه، ارتأينا ان نضيئ على هذا المجال من خلال واقعنا الحالي، إذ نعتبره واجبًا انسانيًا واخلاقيًا ودينيًا علينا، خاصةً أننا مقصرين إعلاميًا في هذا المضمار.
في هذا السياق، لا بد لنا ان نسلط الضوء على كبير المنشدين والمؤسس الأول لهذا الفن في لبنان، وهو غني عن التعريف بقدراته الصوتية الرّائعة ومساحاته الشاسعة والذي يعتبر جامعة في الإنشاد الديني في لبنان ، إنّه العملاق المنشد محمّد رمّال، اذ يعتبر مثلاً أعلى يحتذى به في عالم الانشاد الديني أو ما يسمى بالفن الملتزم. وبعد سؤالنا إياه عن هذا الفن الرّاقي، كان له رأي خاص أبداه لنا بكل صراحة وشفافية ووضوح، إذ بدى رأيه منبثقًا من ثقافة موسيقية وصوتية وإنشادية وخبرة عالية وتوجيهات يجب على كل اللذين حذوا حذوه في هذا المجال ان يلتفتوا إليها جيداً ويتعلموا منها ويأخذوا منها المعرفة والتوجيه الذي سيكون في مصلحتهم.
أما رأي المنشد محمّد رمّال فكان كالتالي : ” لاحظنا في الآونة الأخيرة أن الكثير من اللذين دخلوا عالم الإنشاد الديني يفتقرون إلى الخبرة الموسيقية والصوتية والتي هي الأساس في عالم الفنون الغنائية بشكل عام والفن الملتزم بشكل خاص ، وهذا الإنتقاد منبثق من رأيه البنّاء والذي يعتبره مضر بهم وبأدائهم مع أن البعض يمتلكون أصواتا جيدة ولكن يفتقرون الى العلم الأكاديمي والخبرة والجدير بالذكر مع أسفي لهؤلاء الأشخاص أنهم أصبحوا يقدمون الكثير من المدائح والأناشيد الهابطة كلاميًا ولحنًا وأداءاً والتي لا ترقى إلى المستوى المطلوب عند المستمعين والمشاهدين، وهذا قد أدّى إلى الضرر بهم وبأصواتهم وبالانشاد بشكل عام والمستمعين بشكل خاص. من هنا أقول لهم بكل محبة وأبوية أن عليهم أن يتعلموا الموسيقى وأن يدرسوا الفوكاليز وهو الصولفاج يعني تهذيب الصوت فيجب أن تكون انطلاقتهم مبنية على أسس علمية وصحيحة لكي يقدموا هذا الفن بشكل راقي ومحبب كي يصلوا الى قلوب ومسامع الناس وخاصة اللذين يقدرون هذا الفن بشكل دقيق ، وانا بدوري أكون قد بلّغت هذه الرسالة بصدق وأمانة ومحبة لنبقى جميعًا محافظين على هذا التراث الرائع وأن تبقى الأجيال التي ستأتي بعدنا محافظة على نوعية الكلمة واللحن والإداء الصوتي بشكل يليق بمن نقدم لهم هذه الرسالة والتي أعتبرها من أكبر وأعظم الرسالات التي هي واجبة علينا في توجيه وتنظيم حياتنا الأخلاقية والروحية والفكرية والاجتماعية والله ولي التوفيق…أخوكم المحب المنشد محّمد رمّال مع محبتي ودعائي للجميع بالتوفيق والنجاح الدائم والمستمر”.